14 أذاروداعش مصير مشترك
د.نسيب حطيط
شنت قوى 8 آذار هجوما مباغتا بسلاح التنازلات وخطابات المودة والمحبة والشراكة الوطنية معاقل 14 آذار المتصلبة والمتشنجة والغامضة وأعلنت تنازلاتها عن حكومة (9 + 9 + 6) لصالح حكومة (3 ثمانات) مع مرونة لافتة بالمداورة في الوزارات وبعض العناوين الأخرى مستفيدة من إرباكات الرعاة الإقليميين والتشتت الداخلي لــ 14 آذار بعد نكبة الإشتباكات بين فصائل المعارضة السورية ، خاصة بين "داعش" والكتائب المسلحة المتعددة الأسماء والإنتماءات والتمويل وبعد الضربة القوية التي تلقتها داعش في العراق وما تعنيه للسعودية التي تشترك بأكثر من 800 كلم مع محافظة الأنبار ،بالإضافة إلى الحبل السري بين السعودية وداعش وإثارة العصبية المذهبية في الأنبار والفلوجة وفي الوقت الذي يتخبط فيه أردوغان في ساحته الداخلية وسط قضايا الفساد وإنهيار تحالفاته مع "غولين" وغول، وبعدما أربكت السعودية باعترافات ماجد الماجد ومن ثم استعادة جثته ومنع تشريحها وتشييعه في جنازة استعراضية بعيداً عن الفقه الوهابي والأعراف السعودية حيث تم تشييعه بشكل تجاوز تشييع الملوك الذين قضوا، مما يطرح السؤال... هل تم تشييع الإرهابي المطلوب من السعودية أو تم تشييعه كمجاهد في ساحة الشرف الإرهابية التي كان آخر مجازرها ،التفجير الإرهابي للسفارة الإيرانية في بيروت والتي أعلنت كتائب عبد عزام التي يتزعمها الماجد ،مسؤوليتها عن قتل الأبرياء وتجنيد الإنتحاريين وتضليلهم وقتلهم لقبض الثمن السياسي الموهوم!
ماذا ربحت 8 آذار من الهجوم "الودي" لتأليف الحكومة :
- أسقطت شعارات 14 آذار السابقة المطالبة بإنسحاب حزب الله من سوريا وكذلك نزع سلاح المقاومة ،مما أظهرها بأنها غيرصادقة وتاجرة سياسية ، وإستعدادها للتنازل عن كل شيء بما فيها المحكمة الدولية مقابل السلطة !
- إلقاء مسؤولية التعطيل والعرقلة على 14 آذار ورعاتهم الإقليميين والتنصل من مسؤولية التفجير والشلل المؤسساتي.
- إجهاض مشروع "الحكومة الحيادية" أو على الأقل تأجيله لما بعد المحكمة الدولية (وجنيف 2) وإنقشاع المشهد الميداني في سوريا الذي يوحي بإنقلاب الأمور لمشهد جديد لصالح 8 آذار وحلفائهم الإقليميين.
- تفجير 14 آذار من الداخل وتعرية الأطراف المسيحية فيها، خاصة وإظهارهم كأدوات وتابعين لاقرار لهم، وأنهم ركاب بوسطة "المستقبل" يسيرون وفق ما يريد قائدها الرئيس سعد الحريري.
لقد نجحت 8 آذار حتى اللحظة في تحقيق أهدافها وسجلت عدة أهداف في مرمى 14 آذار المرتبكة والمترددة والتي أظهرت خلافاتها إلى العلن وظهرت بأنها مسلوبة الإرادة، فعندما سمحت لهم السعودية بالمناورة والقبول الشكلي بحكومة الثلاث ثمانات وافقوا سريعاً ودون قبض أي ثمن أو وعود قادمة.
المحور الخليجي -الأميركي يتعثر وتشتعل النار في تنظيماته وتشكيلاته العسكرية والسياسية في العراق وسوريا ،ويطردون من مصر بحصار الأخوان المسلمين شعبياً ودستورياً ويتراجع في تونس ويتقاتل في ليبيا ويرتبك ويتغير في لبنان...
"داعش" العراقية تتصحر وداعش السورية تحاصر وتطرد وتسبى نسائها وداعش اللبنانية من ذوي ربطات العنق والبدلات الأوروبية تتلقى الضربات "الودية" وتنهار أحلامها بإسقاط سوريا وترشح لتمثيلها في الحكومة أحد مسؤولي المحاور في طرابلس بعد خلعه "التنورة".
"داعش" اللبنانية مصابة بالعمى السياسي ، لكل ساحة تنظيمها "الداعشي" فمرة بالجلباب الأفغاني وسواطير الذبح وتارة باللباس "الإفرنجي" وسواطير المحكمة الدولية والقرار 1559!
أبو محمد الجولاني وأبو بكر البغدادي وأبو متعدد "الجنسيات" اللبناني.... كلهم قوائم منظومة المال والسياسة الأميركية والخليجية ... ويتساءل البعض كيف يمكن للمقاومة الدخول في حكومة واحدة مع 14 آذار ..فنقول كما سيجلس النظام السوري مع المعارضة في (جنيف 2) وضمن الحل السياسي يمكن مشاركة بعض المعارضين وفي لبنان أيضاً فمن قبل في الماضي أن "يعفو" عمن قتل الرئيس رشيد كرامي ويحاوره ومن شارك مع من تعامل مع العدو الإسرائيلي وتحاور معه، يستطيع فعلها مرة أخرى!!
والسؤال المطروح ..هل سيكون إعلان المقاومة المدنية "السلمية " بوابة الدخول لجبهة النصرة وكتائب عبد اله عزام والجبهة الإسلامية في سيناريو مكرر لتجربة الثورة السورية التي رفعت شعار "سلمية ... سلمية " وفتحت الأبواب لعسكرة الحراك الشعبي ومصادرته لصالح كل التكفيريين الأجانب الذين جمعتهم المخابرات الغربية والخليجية لإسقاط النظام السوري والآن جاء دور إسقاط المقاومة في لبنان بالتعاون مع العناصر الفلسطينية والسورية الذين سيقال عنهم بأنهم انشقوا عن بعض الفصائل، لكنهم في الجوهر والأفعال ينفذون قرارات قياداتهم المقيمة في قطر والتي لاتتنازل عن إرتباطها مع الأخوان المسلمين وتنعى الشهداء الغزاويين الذين سقطوا في سوريا!
الحل السياسي سينتهي بحصار كل "داعش" بأساليب متعددة ...
إذا ولدت الحكومة اللبنانية من "داعش اللبنانية" والمقاومة في لبنان فستكون البث التجريبي للحكومة الإنتقالية في سوريا ...وكل ثورة "تكفيرية "وأنتم بخير !
14/1/2014